منع النسخ

مدرسة المهاجر


http://1sahl.blogspot.com/p/blog-page_71.html  مدرسة المهاجر
س1 : ما المراد بأدب المهاجر ؟ ومتى بدأت الهجرة ؟ وما أسبابها ؟
جـ : المراد بأدب المهاجر: أدب هؤلاء الشعراء العرب المهاجرين من بلاد الشام إلى أمريكا الشمالية والجنوبية.
-
وقد بدأت هذه الهجرة في منتصف القرن التاسع عشر واستمرت خلال النصف الأول من القرن العشرين .
 أسباب الهجرة :
    1فساد الحكم العثماني ، والاستبداد السياسي ، وكبت الحريات.
    2الصراع المذهبي ، والتعصب الديني .
    3الضغط الاقتصادي والبحث عن سعة الرزق .
    4ميل الشوام إلى المخاطرة والرحلات .
س2: ظهر نشاط مدرسة المهاجر في رابطتين ، فما اسم كل منهما ؟ وما الفرق بينهما وسببه ؟
جـ : ظهر نشاط المهاجرين في رابطتين :
* الأولى الرابطة القلمية : في أمريكا الشمالية وأسسها جبران خليل في نيويورك سنة 1920م ، وانضم إليه إيليا أبو ماضي و ميخائيل نعيمة وغيرهما من مهاجري عرب الشام .
* والثانية العصبة الأندلسية : في أمريكا الجنوبية سنة 1933م ، ومن مؤسسيها : رشيد خوري ، والشاعر القروي ، وإلياس فرحات وغيرهم .
- والفرق بينهما أن الرابطة القلمية أن الرابطة القلمية تميل إلى التجديد في الشكل والمضمون ففيها ثورة على الشكل القديم.
- أما العصبة الأندلسية فكانت تميل في بدايتها إلى المحافظة على القديم من لفظ فصيح ووزن وقافية ، وعقد الصلة بين القديم والجديد من الشعر .
س3 : ما العوامل التي أثرت في أدب المهاجر؟
جـ : العوامل التي أثرت في أدب المهاجر :
1 - الشعور بالحرية في وطنهم الجديد ، ولم تكن متاحة لهم في الشرق فدفعهم ذلك إلى التغني بالحرية حلمهم الذي كان ضائعا ووجدوه في الغرب في أشعارهم .. يقول " أمين الريحاني " عندما شاهد تمثال الحرية في أمريكا :
             متى تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية ؟
ويقول رشيد أيوب 1871 - 1941 :
                    و حقِّك يا حــريةً قد عشِقْتُها      و أنفقتُ عمري في هواهَا محاربَا
                   
لأنتِ مُنىَ الدنيا و غايةُ سُؤْلِها       وأفضلُ شيء قد رأيتُ مناســبَا
2- تطلعهم إلى القيم والمثل العليا التي عاشوا فيها في الشرق وروحانيته ، ولم يجدوها في الغرب بسبب الحضارة الصناعية ، وما لمسوه من تعصب عرقي ، ولوني جعلهم يعانون القلق ، والحيرة ويفرون إلى الطبيعة يقول إيليا أبو ماضي :
            نسىَ الطينُ ساعةً أنه طينٌ       حقيرٌ فصالَ تيهاً وعرْبَدْ
           
وكسَا الخزُّ جـسْمَهُ فتبَاهى     وحوَى المالَ كيسُه فتمرَّدْ
           
يَا أخِيْ لا تَمِلْ بوجْهِكَ عَنِّي     مَا أنَا فَحْمَةً ولا أنْتَ فَرْقَدْ
3 - تفاعل شخصيتهم الشرقية مع الشخصية الغربية ، وامتزاج ثقافتهم العربية بالثقافات الأجنبية ، أدى إلى ظهور أدب عربي جديد فيه سمات خاصة غير سمات الأدب في الشرق .  
4 -  شعورهم بالغربة ، وحنينهم إلى أوطانهم ومواطن ذكرياتهم جعلهم يشعرون بقلق وحيرة دائمة فمالوا إلى النزعة الإنسانية وإلى التأمل ، ولجئوا إلى الطبيعة وتطلعوا إلى المثل العليا ؛ حنيناً إلى القيم الراسخة في الشرق إذا ما قيست بقيم الغرب .
يقول الشاعر " رشيد أيوب " في قصيدته الآمال الضائعة :
 جلستُ بقربِ شباكي    أردد طيبَ ذكراكِ
و يقول " شكر الله الجر" متغنياً بشجر الأرز :
    حبذا " الأرز " في الذرا يتهادى    كللت أنجم السماء هضابه
س4 : ما خصائص أدب المهاجر من حيث المضمون والموضوعات ؟
جـ : خصائص أدب المهاجر: من حيث المضمون والموضوعات:
1 - كان لاتجاههم الرومانسي النزعة الذي حاكوا فيه الرومانسية الغربية أثر على مدرسة أبوللو من بعدهم مما جعل الاتجاه الرومانسي يسود في مصر الذي وجد فيه القراء أنه معبراً عما يدور في قلوبهم وأحاسيسهم .
2 - الاتجاه التجديدي حيث اتفقوا مع مدرسة الديوان في الدعوة إلى التجديد والتحرر في أوزان الشعر وقوافيه ، ولكنهم اختلفوا معهم في البعد عن الذهنية ، وجعلوه يحلق مع العاطفة .
3 - النزعة الإنسانية : حيث البحث عن مجتمع أفضل تسوده المبادئ والمثل العليا ، وجعلوا شعرهم معبراً عن هذا الاتجاه يقول إيليا أبوماضي  في قصيدته الشاعر :
 
عندما أبدع هذا الكون ربُّ العـَـالمينا
و رأى كلَّ الذي فيه جـــميلا وثمينا
خَلَقَ الشاعرَ كي يخـلقَ للناسِ عُيونا
تُبْصِرُ الحُسنَ وتهواهُ حِراكا وسُـكونا
وزمانا، ومكانا ، وشخوصا ، وشئونا

4 - المشاركة الوجدانية : التي تقوم على استبطان الشاعر لنفسه أي استكشاف داخله وتعمقه في فهم أسرارها يقول إيليا :
            أنا لا أذكرُ شيئاً عن حياتي الماضِيَةْ
           
أنا لا أعِرفُ شيئاً عن حياتي الآتيَةْ
           
لي ذاتٌ غيرَ أنى لسْتُ أدري ماهِيَهْ
                          
فمتى تعرفُ ذاتِي كُنْه ذاتِي ؟                    كنه : حقيقة
                                
لستُ أدرِي !!
5 - التأمل في حقائق الكون والحياة والموت يقول ميخائيل نعيمة :
            و عندما المـوت يدنو       و اللحــد يَفْغَرُ فاهْ
           
أغمِضْ جـفونَك تُبْصِرْ      في اللحدِ مَهْدَ الحياةْ
وكان من نتاج التأمل الحيرة والقلق كما في قصيدة جبران" البلاد المحجوبة " التي يتحدث فيها عن العالم المثالي الذي يتخيله ومنها :
            أسرابٌ أنتِ أم أنتِ الأمَلْ    في نفوسِ تتمنَّى المستحِيلْ؟
           
أمنامٌ يتهادَى في القلوبْ    فإذا ما استيقَظَتْ ولَّى المنامْ؟
6 - النزعة الروحية ، نتيجة الاستغراق في التأمل فلجئوا إلى الله بالشكوى: فدعوا إلى المحبة والأخوة الإنسانية يقول نسيب عريضة منادياً أخاه في الإنسانية :
            و إذا شـئتَ أن تسـيرَ وحـيدًا       و إذا ما اعـــترَتْك منِّي مَلالهْ
           
فامْضِ لكنْ ســـتَسْمعُ صوتي       صارخًا "يا أخِي" يؤدِّي الرسالةْ
           
و سـيأتيِك أينَ كنتَ صَدَى حُـــــــبِّي فتَدْرِى جـــمالَه وجَـلاَلهْ
س5 : علل: ظهور النزعة الروحية في أدب شعراء المهجر.
جـ : نشأت النزعة الروحية بسبب استغراقهم في التأمل وبخاصة حين وازنوا بين موقف الإنسان من القيم الروحية العاطفية في المجتمعات الشرقية ، والقيم المادية في المجتمعات الغربية مما جعلهم يلجئون إلى الله بالشكوى ويدعون إلى المحبة ويؤمنون بالأخوة الإنسانية والإيثار والمحبة و التسامح .
7 - الاتجاه إلى الطبيعة والامتزاج بها ، وتجسيدها وجعلها حية متحركة في صورهم يقول شكر الله الجر :
            رتِّلي يا طيرُ ألحانكِ في هذى السفوحْ
           
هو ذا الليلُ وقدْ أهرمَ يمشِى كالكَسِيحْ
8 - الحنين الجارف إلى الوطن العربي بعد شعورهم بالغربة : يقول " نعمة قازان" :
            غريبٌ أراني على ضفَّة       كأني غيري على ضِفَّتي
           
فحتَّى السَّواقي إذا نَغَّمتْ     كأن السَّـواقي بلا نَغْمةِ
           
فلا لا أحِبُّ سِوَى قريتِي       و لا لا أريدُ سوَى أُمَّتِي
9 - معايشتهم أحداث الوطن الأم حبًا له وخوفا عليه: فصاغوا شعراً قومياً يقول " رشيد سليم الخوري" :
 زعَم الأغرارُ أني شــــاعرٌ       ضيقُ الآفاق محدودُ الحدُود    الأغرار : المخدوعون
وســــتَبْلى وطنيَّاتي التِي       رَفَلتْ منها البوادِي في بُرودِ    ستبلى : أي ستتلاشى
 
والتي يَحْسُد هُدَّابُ الضحَا خيطَها المنسولَ من حـــــبْل وريدِي    هداب : خيوط
 
فغدَا استقلالُ قومي شُهــرتِي     وأغاريدي وشعري وخلودي
9 - السماحة الدينية وعدم التعصب يقول رشيد أيوب :
            أُصلِّى لموسَى وأعشقُ عيسَى وأتْلو السَّلامَ على أَحْمَد

س6 : ما خصائص أدب المهاجر من حيث الشكل والأداء والفن الشعري ؟
جـ : خصائص أدب المهاجر من حيث الشكل والأداء والفن الشعري :
1 - المغالاة في التجديد وبخاصة شعراء الشمال مما أوقعهم في الخروج على قواعد اللغة وقد أشار إلياس قنصل في كتابهأصنام الأدب إلى ركاكة الأسلوب والعثرات اللغوية والخروج على العروض عند بعض هؤلاء الشعراء .
وسبب ذلك :
 
بعدهم عن موطن الثقافة العربية الأصيلة .
 
رغبتهم الشديدة في التجديد .
2 - اهتمامهم بالنثر: فقد كان حظ أدباء الشمال في النثر أكثر من حظ أدباء الجنوب ، فيكاد أدب الجنوب يقتصر على الشعر. ومن ذلك كتب " جبران خليل جبران "  النثرية ذات الطابع الرومانسي : " عرائس المروج - الأجنحة المتكسرة - دمعة وابتسامةكما كتب " ميخائيل نعيمة"  كتابه النقدي " الغربالنثراً .
3 - ميلهم إلى الرمز: ومعناه أن نتخذ من الأشياء الحسية رموزاً لمعنويات خفية كما في قصيدة " التينة الحمقاءلإيليا رمزاً لمن يبخل بخيره على الناس ، فيضيقون به ولا يكون له وجود بينهم ، مثل التينة التي بخلت بظلها وثمرها على من حولها فقطعها صاحبها وأحرقها فيقول إيليا :
            عاد الربيعُ إلى الدُّنيا  بموكـــبِه       فازينتْ واكتسَتْ بالسُّندسِ الشجرُ
           
وظلتِ التينةُ الحــــمقاءُ عاريةً       كأنها وتِدٌ في الأرِض أو حَــجرُ
           
و لم يُطِقْ صـاحبُ البستانِ رُؤيتَها       فاجتثَّها فهوَتْ في الناِر تسـتعرُ
           
من لَيْسَ يسخُو بما تسخُو الحياةُ به       فإنه أحـــمقُ بالحِرْصِ ينتحِرُ
4 - التمسك بالوحدة العضوية ليس في القصيدة فقط ، بل حرصوا على الوحدة العضوية في الديوان مثل ديوان : " همس الجفونلميخائيل نعيمة ، و" الخمائل - والجداوللإيليا أبو ماضي .
5 - الاهتمام بالصور الشعرية ، وخطوطها الفنية من الصوت واللون والحركة فرسموا بالكلمات صوراً تفوق ما يرسمه الرسام بريشته ، أو يشكله المثال أو يعزفه الموسيقى وكان للطبيعة نصيب كبير من هذه الصور.
6 - التحرر من قيود الوزن والقافية فجددوا في قالب القصيدة واتبعوا نظام المقطوعة ، وشعر التفعيلة المتحرر من الوزن والقافية ؛ اكتفاء بالتفعيلة كما يقول نسيب عريضة في قصيدة النهاية ثائراً على الشعب الذي يرضى الذل :
            كفِّنُوه
               
وادْفِِنُوه
                       
أسْكُنوه
                           
هُوَّة اللَّحدِ العميق
                                   
واذهَبُوا ، لا تَنْدُبوه ، فهو شَعْبٌ
                                                            
مَيِّتٌ ليسَ يُفيقْ
 
وبعضهم اتجه إلى الشعر المنثور أمثال جبران وأمين الريحاني .
 الشعر المنثور : هو شعر لا يتقيد لا بالوزن ولا بالقافية ، و ما يميزه عن النثر أنه يحفل بالصور والأساليب البلاغية .
7 - الميل إلى اللغة الحية والسهولة والوضوح في الأساليب ، والتراكيب الهادئة البعيدة عن الصخب ، مثال لذلك مطلع قصيدة " البلاد المحجوبة " لجبران خليل جبران .
8 - اتخاذهم القصة وسيلة للتعبير مما يساعد على تحليل المواقف الشعورية والعواطف الإنسانية ، ومن تجسيد للمعاني ، ومن هنا كانت " القصة الشعريةلوناً من ألوان البلاغة الجديدة في الأداء الشعري عند أدباء المهاجر ، ومن هذه القصائد " الشاعر والأمة - الشاعر - الملك الحائروبعضهم تنوعت قصصه بين النثر والشعر مثل جبران ، فمن قصصه النثرية " وردة الهانيو" البنفسجة الطموح" . ومن القصائد المطولة التي تشبه الملاحم مطولة: " على طريق إرملنسيب عريضة في الصراع بين العقل والقلب على قيادة النفس ، ومطولة: " الطلاسملإيليا في البحث عن الحقيقة ومطولة: " على بساط الريح - شعلة العذابوهما لفوزي معلوف.
س7: فيم تختلف مدرسة المهاجر عن بقية مدارس الشعر الرومانسي ؟
جـ : مدرسة المهاجر كانت خارج الوطن العربي ومتأثرة بالأدب الأمريكي وبالتجديد الشامل في الشعر باتباع نظام المقطوعة والشعر المرسل ، والشعر المنثور وكذلك التجديد في المضمون بكثرة الرمز والحنين إلى الوطن ، وشكوى الغربة مع الدعوة إلى التفاؤل فهي شكوى الثائر المتمرد لا اليائس المستسلم .
س8 : فيمَ اتفق شعراء المهاجر وفيمَ اختلفوا مع مدرسة الديوان ؟ سؤال امتحان الدور الثاني 2008م
جـ : اتفق شعراء مدرسة المهاجر مع مدرسة الديوان في دعوتهم إلى التجديد واختلفوا عنهم في أنهم لم يجعلوا شعرهم غارقاً في الذهنية ، بل جعلوه محلقاً مع العاطفة ، كما كانوا أكثر تحرراًً وانطلاقاً في معانيه ، وأخيلته ، وأوزانه